نبذة تاريخية
أطلال تدمر تحتل موقعًا في وسط سوريا. وقد ازدهرت هذه المدينة القديمة منذ أكثر من 2000 عام مضى، وكانت محطة كبرى للقوافل.
مشهدان من الآثار القديمة في سوريا (أعلى وأسفل).
قصر الحير، من الآثار القديمة في سوريا.
التكية السليمانية في دمشق.
جانب من قصر عزيم، وتظهر النقوش الإسلامية الرائعة على الجوانب وعلى طاولة النحاس في الوسط.
بلودان، إحدى المدن السياحية في سوريا.
الإسرائيليون يحرقون المصحف الشريف في القنيطرة.
انطلقت الهجرات من الجزيرة العربية إلى بلاد الهلال الخصيب ووادي النيل، وكانت أولى الهجرات عام 3500ق.م إلى بلاد الرافدين ووادي النيل ثم تلتها هجرة ثانية في نحو عام 2500ق.م، حيث اتجه الأموريون (العموريون) والكنعانيون غربي بلاد الشام وفلسطين، وانتشر الفينيقيون على امتداد الساحل السوري. خضعت سوريا قديمًا للسومريين والأكاديين والحيثيين نحو 2300ق.م، كما خضعت للفراعنة المصريين في عهد تحتمس الثالث (1490-1436ق.م)، وللبابليين والآشوريين، وأخيرًا الكلدانيين بقيادة نبوخذ نصر. واستمرت كذلك حتى الغزو الفارسي لها (539 - 538ق.م).
احتل القائد الروماني سوريا بعد هزيمة الملك السلوقي أنطيوخوس حوالي 64ق.م. هاجم الفرس الساسانيون سوريا واحتلوا دمشق وبيت المقدس حتى استعادها القائد البيزنطي هرقل عام 629م.
الفتح العربي الإسلامي. بدأ الفتح الإسلامي لبلاد الشام في عهد الخليفة أبي بكر الصديق 12هـ، 633م بقيادة خالد بن الوليد، وكانت خاتمة المعارك معركة اليرموك. انظر: اليرموك، معركة. وفي ظل الحكم الأموي اتخذت دمشق عاصمة للخلافة الإسلامية الأموية التي استمرت 91 عامًا. وفي العصر العباسي ظلت سوريا ولاية رئيسية طوال ذلك العهد إلى أن احتلها الطولونيون سنة 164هـ، 780م.
في عام 359هـ، 969م احتل القائد الفاطمي جوهر الصقلي سوريا، واكتملت سيطرة الفاطميين عليها عام 360هـ، 971م، واستمر الحكم الفاطمي لها حتى ظهور صلاح الدين الأيوبي. وفي عام 463هـ، 1070م دخل السلاجقة سوريا، ورغم أنهم لم يستطيعوا تكوين دولة بالمعنى المعروف إلا أنهم تركوا بصمات معمارية كبيرة، خصوصًا في حلب ودمشق.
اتخذ نور الدين محمود بن زنكي حلب عاصمة لدولته التي عُرفت باسم الدولة النورية 541هـ، 1146م وخلفه ابنه الملك الصالح اسماعيل في حكم البلاد لمدة 11 سنة.
أسس الملك الناصر السلطان صلاح الدين الأيوبي الدولة الأيوبية بعد أن تولى وزارة مصر عام 565هـ، 1169م. انظر: صلاح الدين الأيوبي. ثم استولى على سوريا 569هـ، 1174م، وبدأ جهاده للاستيلاء على طبرية، ثم حدثت موقعة حطين المشهورة، بعدها واصل جهاده لتحرير الأجزاء التي احتلها الصليبيون من سوريا. توفي صلاح الدين بدمشق 589هـ، 1193م وانتهت بوفاته الدولة الأيوبية.
تمكن سيف الدين قطز من طرد المغول من بلاد الشام بعد انتصاره عليهم في موقعة عين جالوت 658هـ، 1260م، وحكم المماليك سوريا حتى الفتح العثماني بقيادة سليم الأول 922هـ، 1516م. واستمر الصراع بين المماليك والمغول والصليبيين طوال حكمهم لسوريا.
احتل العثمانيون سوريا بعد انتصار سليم الأول على المماليك بقيادة قنصوة الغوري في موقعة مرج دابق، وصارت سوريا ولاية عثمانية. وعندما بدأ الضعف يتسلل إلى جسد الدولة العثمانية برزت عدة محاولات أو حركات استقلالية بقصد الانفصال عن الحكم العثماني.
الأطماع الاستعمارية في سوريا. ترجع الأطماع الاستعمارية في سوريا إلى المعاهدة التي أبرمت بين السلطان العثماني سليمان القانوني وملك فرنسا فرانسوا الأول عام 1535م بشأن الامتيازات الأجنبية في سوريا. فتحت هذه المعاهدة عهدًا جديدًا من العلاقات الأوروبية مع الشرق. واغتنمت الدول الأوروبية مراحل ضعف الدولة العثمانية فتدخلت في الشؤون الداخلية لهذه البلاد وبدأت أولى المحاولات الاستعمارية بالحملة الفرنسية على مصر والشام.
أيقظت عوامل كثيرة منها الحملة الفرنسية والإرساليات الأجنبية والحملات التنصيرية الشعور القومي لدى العرب فظهر الأدباء والمصلحون ينادون بحماية اللغة العربية ونشر ثقافتها من أمثال ناصيف اليازجي وإبراهيم البستاني وعبد الرحمن الكواكبي ورفاعة الطهطاوي ومحمد عبده ورشيد رضا وغيرهم.
دخلت القوات الفرنسية دمشق بقيادة غورو واستولت على سوريا بعد أن انتصر على السوريين في موقعة ميسلون، وانتهى الحكم الوطني لسوريا الذي دام عامين. حاولت فرنسا القضاء على عروبة سوريا ففرضت اللغة والثقافة الفرنسيتين وسيطرت على كل شؤون البلاد، كما عملت على تجزئة سوريا ولبنان إلى دولتين منفصلتين.
لقي الفرنسيون في سوريا مقاومة عنيفة مما اضطرهم إلى الموافقة على إجراء انتخابات وتشكيل جمعية تأسيسية برئاسة هاشم الأتاسي، ووافقت على نشر دستور للبلاد، واستمرت المقاومة السورية لفرنسا حتى الحرب العالمية الثانية. استخدمت دول المحور (ألمانيا وإيطاليا) المطارات السورية مما اضطر بريطانيا لاحتلال سوريا لانتزاعها من أيدي حكومة فيشي الموالية للألمان.
الحكومة الوطنية. تولى الشيخ تاج الدين الحسني رئاسة الجمهورية واعترف الحلفاء باستقلال سوريا ولكن الشعب طالب بإعادة الحياة الدستورية. أجريت الانتخابات عام 1942م إثر وفاة الشيخ الحسني وأسفرت عن انتخاب شكري القوتلي زعيم الكتلة الوطنية رئيسًا للجمهورية، وأسهمت هذه الحكومة في تأسيس الجامعة العربية. كما واجهت صعوبات عديدة أهمها تلكؤ الفرنسيين في الجلاء عن البلاد إلى حين صدور قرار مجلس الأمن بمنح سوريا الاستقلال.
واجهت سوريا بعد الاستقلال صعوبات داخلية منها الانقلابات العسكرية التي تمت بعد حرب 1948م لتحرير فلسطين. وقع الانقلاب الأول بقيادة حسني الزعيم عام 1949م، تلاه انقلاب آخر بقيادة سامي الحناوي ثم انقلاب ثالث بقيادة الزعيم فوزي سلو والعقيد أديب الشيشكلي.
بعد أن واجهت سوريا مشكلات داخلية وخارجية اتجهت إلى الوحدة مع مصر، وعقْد معاهدة الدفاع المشترك معها عام 1955م، وتمت الوحدة المصرية السورية في 22 فبرعيب 1958م، إلا أن الأمور لم تسر كما أريد لها فألغيت الوحدة إثر انقلاب عسكري في 28 سبتمبر عام 1961م.
تولى الفريق حافظ الأسد الحكم في سوريا وانتخب رئيسًا للجمهورية في شهر مارس عام 1971م، وجدد انتخابه للمرة الرابعة واشترك الجيش السوري في عهده في حرب أكتوبر 1973م.
نددت سوريا باحتلال العراق للكويت عام 1990م، واشتركت بقوات لها في التحالف الدولي لتحرير الكويت، كما أيدت اتفاقية الطائف لحل مشكلة لبنان عام 1992م. وأخيرًا اشتركت سوريا في المفاوضات الجارية بين العرب واليهود لتسوية الخلافات العربية الإسرائيلية إلا أن محاولة إسرائيل فصل المسارين اللبناني والسوري في المفاوضات، بالإضافة إلى تعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وسياسته الإستيطانية التوسعية أدى إلى تعثر عملية السلام برمتها. انظر: سوريا، تاريخ.
وفي يوليو عام 2000م، توفي الرئيس حافظ الأسد إثر نوبة قلبية، ودفن بمسقط رأسه في القرداحة قرب مدينة اللاذقية. فاز ابنه الفريق بشار حافظ الأسد في الاستفتاء الشعبي على ترشيحه لمنصب رئيس الجمهورية، وأصبح رئيساً للبلاد.[/font][