دمشق عاصمة سوريا مرت عليها حضارات كثيرة، ويقطنها حوالي مليون ونصف المليون من السكان. يرى في مقدمة الصورة جانب من الجامع الأموي.
سوريا دولة عربية تقع في غربي قارة آسيا، وتحيط بها من الشمال تركيا، ومن الشرق والجنوب الشرقي العراق، ومن الجنوب الأردن، ومن الجنوب الغربي فلسطين، ومن الغرب البحر الأبيض المتوسط ولبنان. بلغ عدد سكان سوريا عام 1998م حوالي 15,335,000، ومساحتها 185,180كم²، وعاصمتها دمشق. ونظام الحكم فيها جمهوري. وعملتها الرئيسية الليرة السورية.
هذا التعريف ينطبق على سوريا الحالية منذ استقلالها بعد الحرب العالمية الثانية. أما قبل ذلك التاريخ فكانت تسمى سوريا الطبيعية أو بلاد الشام. وتشمل سوريا وفلسطين وشرق الأردن ولبنان.
نظام الحكم
نظام الحكم في سوريا جمهوري رئاسي. ينتخب رئيس الجمهورية بناءً على اقتراح من مجلس الشعب لمدة سبعة أعوام. ويحق لكل مواطن بلغ 18 سنة من العمر ممارسة حق الانتخاب. وينص الدستور على أن يكون رئيس الجمهورية مسلمًا؛ لأن الإسلام يؤلف قاعدة النظام الحقوقي للبلاد.
أما مجلس الشعب، الذي يتكون من 250 عضوًا، فيُنتخب لمدة أربعة أعوام بالتصويت المباشر، وهو مصدر السلطة التشريعية، ولرئيس الجمهورية رئاسة الدولة والحكومة في آن واحد.
يرأس القضاء وزير العدل، وهناك المحاكم الجزئية التي تفصل في قضايا الجُنح والجرائم، والمحاكم المختصة بالحقوق المادية، ومحكمة الاستئناف، والمحاكم الشرعية التي تنظر في قضايا الزواج والطلاق والإرث ويرأسها القاضي الشرعي في كل محافظة. وإلى جانب ذلك هناك المحاكم الطائفية، وهي التي تبت في المسائل الشرعية لكل طائفة نصرانية.
ويقوم مجلس الدولة بالفصل في القضايا المرفوعة من جانب الموظفين ضد بعض السلطات الحكومية.
وتقسم البلاد إداريًا إلى 14 محافظة، وهي محافظة دمشق، ريف دمشق، درعا، السويداء، القنيطرة، حمص، حماة، اللاذقية، طرطوس، حلب، إدلب، الرّقة، دير الزور، الحسكة.
وتقسم كل محافظة بدورها إلى مناطق، وتقسم كل منطقة إلى عدد من النواحي، والنواحي إلى قرى، وفيها مندوب عن الحكومة هو المختار الذي يقابله في بعض البلدان العربية العمدة.
السكان
دمشق عاصمة سوريا وكبرى مدنها. معظم مباني دمشق عصرية، كالمنطقة التي تظهر في الصورة، على الرغم من أن عمر المدينة يرجع إلى آلاف السنين. ومازالت بعض المناطق القديمة باقية حتى الآن.
منظر عام من مدينة حلب.
تشير إحصائيات المكتب المركزي للإحصاء بدمشق إلى أن عدد السوريين في داخل القطر وخارجه كان في نهاية عام 1988م 13,337,164 نسمة، منهم حوالي المليون خارج البلاد، أي كان عدد السكان المقيمين 12,1 مليون، بينما قدر عددهم في نهاية 1989م بنحو 12,5 مليون. أما في 1998م، فقد وصل عددهم إلى 15,335,000 نسمة.
وقد كان معدل النمو السنوي 33,1 بالألف خلال السبعينيات و32,9 بالألف خلال الثمانينيات، كما يذكر المكتب المذكور، أو 34 بالألف في السبعينيات، و38 بالألف خلال الثمانينيات كما صرح بذلك وزير الصحة، أو 37,5 بالألف خلال الفترة 1985-1990م كما أشارت إلى ذلك مصادر أخرى. ويذكر البنك الدولي أن التكاثر السنوي يعادل 34 بالألف سنويًا، ويعني ذلك أن عدد السكان يتضاعف مرة كل 21 سنة، مقابل 89 سنة في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، أو 500سنة في كل من اليونان وأسبانيا، وبناء على ذلك سيكون عدد السكان 47,20 مليون في عام 2010م.
وقد كانت التوقعات السكانية دائمًا دون الواقع؛ إذ كان من المنتظر أن يكون عدد سكان سوريا 9,2 مليون في 1982م ولكنه كان في الواقع 10,7 مليون، أي أكثر بزيادة مليون ونصف المليون نسمة.
أما الكثافة العامة فقد كانت في سنة 1998م بحدود 88,2 شخصًا/كم². ولما كان ثلث مساحة البلاد هو الصالح للزراعة والباقي جبال جرداء أو صحراء قفر فتكون الكثافة الفعلية 206 نسمة/كم² مقابل 1,238 في مصر.
وقد كانت الخصوبة لدى النساء اللواتي في سن الإنجاب 6,1 (1995م)، ولكنها تختلف باختلاف الأمهات من الناحية الثقافية والاجتماعية، إذ تبلغ 8,6 لدى الأميات و4,3 لدى الملمات بالقراءة والكتابة، وتهبط إلى 3,2 لدى حاملات الشهادة الابتدائية فما فوق.
مجلس في قصر عزيم مؤثث على النمط العربي الإسلامي وتبدو فيه روعة أعمال الحفر على الخشب والزخرفة والألوان الجميلة.
كانت نسبة الوفيات 6 بالألف (المتوسط العالمي 9,3 بالألف)، بينما نسبة وفيات الأطفال دون السنة الأولى 29,6 بالألف مقابل 17 بالألف في هولندا. متوسط العمر المتوقع عند الولادة 68,4 سنة للذكور، 71,3 للإناث مقابل 75 سنة في المتوسط في اليابان. وكان السكان يتوزعون مناصفة بين الريف والمدينة في 1988م، ويزيد العدد لصالح المدينة باستمرار؛ إذ أصبحت نسبة التحضر في 1991م تعادل 50,5% بعد أن كان الحضر لايؤلفون سوى 37% في عام 1960م و43% عام 1970م. أما في 1996م، فإن نسبة الحضر وصلت إلى 52,4% مقارنة بـ 47,4% يسكنون الريف السوري. أما البادية التي تؤلف أكثر من 46% من مساحة البلاد فلا يسكنها سوى البدو الذين كان عددهم عام 1960م 207,000. والآن يمثل البدو نصف هذا العدد تقريبًا من قبائل شمّر وعنزة والرولة بسبب استقرار بعضهم وهجرة الآخرين نحو دول الخليج، ولا سيما نحو المملكة العربية السعودية. أما من الناحية العرقية فإن العرب كانوا يؤلفون 90% في عام 1992م وهم الأغلبية الساحقة في المدن والأرياف ماعدا الزاوية الشمالية الشرقية والزاوية الشمالية الغربية من البلاد حيث نجد الأكراد الذين يشكلون 9%. وهناك نسبة 1% تتألف من الأرمن والشركس والتُركمان ينتشرون في شتى أنحاء البلاد ولاسيما في المدن، ولكن تظل اللغة العربية لغة التعليم في المدارس.
وإذا كانت الإحصاءات تغفل التعرض لنسبة الأديان والمذاهب فإن المسلمين يؤلفون 89% والنصارى 5,5% وكانت أقل نسبة للمسلمين في محافظة الحسكة حيث كانوا يشكلون 83,6%.
السطح
وادي نهر العاصي إحدى المقاطعات الزراعية الرئيسية بسوريا. يمتاز بمناخ جاف ويعتمد عليه المزارعون في الري. الساقية التي في أقصى يسار الصورة هي إحدى وسائل الري القديمة.
تقع الجمهورية العربية السورية على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وتؤلف الجناح الغربي للهلال الخصيب بين خطي العرض 20َ,37° و19َ,32° وشرق خطي الطول 43َ,35° و25َ,42°، أي في المنطقة شبه المدارية على درجات عرض تماثل الشمال التونسي وجنوب أسبانيا. وموقعها يجعلها ملتقى عدة طرق مواصلات بين الأناضول ومن ورائه أوروبا وأقطار جزيرة العرب ومصر وبين أقطار البحر الأبيض المتوسط والشرق المتمثل ببلدان الخليج العربي ومن خلفه الهند والشرق الأقصى. ومساحتها 185,180كم².
وتنحدر أرضها من الغرب نحو الشرق ومن الشمال نحو الجنوب مع ميل عام باتجاه الخليج العربي. وقد ظهرت جبالها الالتوائية في النصف الثاني من عصر الميوسين. وتتمثل بجبال العلويين وجبل الحرمون جنوبًا والسلاسل التدمرية وجبل عبد العزيز في غربي الخابور. أما جبل العرب فهو بركاني صِرف ويعود لعصر البليوسين. وقد اعترت المنطقة الغربية انكسارات يزيد مداها على 1000م ولا سيما على طرفي سهل الغاب الذي يخترقه نهر العاصي، والتي تمتد من مرعش في تركيا حتى العقبة مرورًا ببحيرة طبرية والبحر الميت.
ولا تظهر الصخور المتبلورة في سوريا إطلاقًا، كصخور الدرع العربي؛ لأن أقدم الصخور المتكشفة تعود للعصر الترياسيّ والجوارسيّ والكريتاسي، أي رسوبية، ولهذا تحوي بعض خامات هذا الصنف من الصخور الفوسفات والنفط.
ومن الممكن تقسيم سوريا إلى أربع مناطق رئيسية هي: السهل الساحلي، الجبال الغربية، السهول، البادية.
السهل الساحلي. سهل ضيق يتراوح عرضه بين عدة كيلو مترات في الجنوب وكيلومتر واحد أو اثنين في الشمال، أو قد ينعدم تمامًا عندما تتقدم الجبال حتى ساحل البحر، كما في بانياس. ويتمتع بمناخ معتدل رطب تزيد أمطاره على 700ملم في المتوسط في العام ومتوسط حرارته 10°م في ينعيب ، ولا يتجاوز 27°م في أغسطس. وكل أراضي هذا السهل مستغلة في زراعة حديثة كالحمضيات والخضراوات ضمن البيوت المحمية. ويقوم على الساحل الشمالي ميناء اللاذقية وفي الوسط ميناء طرطوس المختص بتصدير الفوسفات واستيراد السيارات والمواد الثقيلة. كما تقوم أحياء الاصطياف على الشواطئ الرملية، وتنتشر على السفوح الجبلية الدنيا مزارع التين والزيتون والعنب، وطول هذا السهل من الشمال حتى الحدود اللبنانية 183كم.
الى تكملة في الموضوع التالي